بعد انسحاب روسيا من مدينة خيرسون في تشرين الثاني الماضي، كان أمام القوات الأوكرانية خيارات محدودة لمواصلة استعادة الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بدء عمليتها العسكرية.
وتحول اهتمام كييف إلى خط المواجهة الجنوبي الذي يبعد أقل من 100 ميل شمال بحر آزوف، إذ يتوق الأوكرانيون لقطع “الجسر البري” الذي يربط البر الرئيسي لروسيا بشبه جزيرة القرم، والتي ضمتها روسيا في عام 2014.
ويبدو أن كييف عازمة أيضاً على تحرير مدن مثل ميليتوبول وإنيرهودار، حيث تقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية، بحسب محللين عسكريين تحدثوا لصحيفة “واشنطن بوست”.
وفي هذا السياق، قال كونراد موزيكا، رئيس شركة Rochan Consulting، وهي شركة تحليل عسكري مقرها بولندا، إن “الجميع يتحدث عن زابوريجيا”.
وأضاف، “لكن على الرغم من كل التكهنات المنطقية، فإن الطرق والمواقع العسكرية بالقرب من خط المواجهة تظهر أدلة قليلة على حشد القوات، ولا توجد مؤشرات على أن الأوكرانيين يحاولون شن هجوم في منطقة زابوريجيا في أي وقت قريب”.
من جهته، لم يقل فيكتور داداك، نائب قائد كتيبة للدفاع عن الأراضي الأوكرانية، ما إذا كانت قوات بلاده ستشن هجومها الكبير المقبل في زابوريجيا.
وقال، “أعتقد أنه سيتم الكشف عن السر العسكري في غضون أيام قليلة”.
من جانبه، قال المحلل العسكري الروسي في مركز الأمن الأميركي الجديد مايكل كوفمان، وهي مجموعة أبحاث مقرها فرجينيا، إن أحد أهداف الجيش الأوكراني على المدى الطويل يبدو أنه هجوم يقطع جنوباً إلى ميليتوبول المحتلة.
وأضاف كوفمان أن الجيش الروسي يستعد لشن هجوم أوكراني على زابوريجيا منذ الصيف. ومع ذلك، شن الأوكرانيون هجمات في خاركيف وخيرسون، غرب نهر دنيبر.
وقال كوفمان، “ما إذا كان بإمكانهم القيام بذلك في وقت لاحق في الشتاء أو الربيع المقبل يظل سؤالاً كبيراً”.
يذكر أن الشائعات انتشرت في الصيف الماضي لأسابيع وتحدثت عن هجوم مضاد وشيك لأوكرانيا في منطقة خيرسون في الجنوب، لكن بدلاً من ذلك كانت هناك مفاجأة وهي هجوم خاطف في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية.
وفي الوقت الحالي، يبدو أن الجنود الأوكرانيين في منطقة زابوريجيا في حالة انتظار وسط ظروف جوية تزداد برودة.