قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن السفارة الإسرائيلية في واشنطن نشرت بيانا أوضحت فيه أن مقالا يدعو إلى النقل الطوعي لسكان غزة كتبته وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية، غيلا
غامليل، “يعكس رأيها الشخصي وليس سياسة الحكومة”.
وكتبت غامليل مقال رأي باللغة الإنكليزية، بصحيفة جيروزاليم بوست، الاثنين، أكدت فيه رفضها عودة السلطة الفلسطينية لحكم قطاع غزة، ودعت الدول الغربية إلى استقبال سكان
القطاع.
وأكدت أنه “من الواضح أن الكثير يجب أن يتغير” بعد “مذبحة السابع من أكتوبر”، وأشارت إلى أنه بعد هزيمة حماس “سوف يظل لدينا في غزة نحو مليوني إنسان، أغلبهم صوتوا
لصالح حماس واحتفلوا بالمذبحة التي راح ضحيتها الرجال والنساء والأطفال الأبرياء”.
أوضحت أن: “غزة أرض خصبة للتطرف.. منطقة أعطى حكامها لفترة طويلة الأولوية للحرب ضد اليهود على حياة أفضل لشعبهم. إنه مكان خال من الأمل، سرقه إرهابيو الإبادة
الجماعية من حماس والجهاد الإسلامي”.
وقالت إنها ترفض مساعي المجتمع الدولي إعادة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة، ورأت أن هذا المشروع “فشل في الماضي وسيفشل مرة أخرى” وأن السلطة الفلسطينية “ليست لديها
أيديولوجية مختلفة عن حماس”.
ودعت في المقال إلى إعادة توطين للفلسطينيين خارج قطاع غزة، وقالت إن “من المهم أن تتاح لتلك الفرصة لأولئك الذين يبحثون عن حياة في مكان آخر”.
تابعت: “هذه فرصة لأولئك الذين يقولون إنهم يدعمون الشعب الفلسطيني كي يظهروا أن هذه ليست مجرد كلمات فارغة”.
وقال صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن صحفيين من الولايات المتحدة ودول أخرى اتصلوا بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس، والسفارات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم،
للسؤال عما إذا كان ما ورد في المقال يمثل السياسة الإسرائيلية الرسمية وما إذا كانت إسرائيل تحاول تنفيذ الإجراءات التي اقترحتها. رداً على هذه الاستفسارات، قالت سفارة إسرائيل
في واشنطن إن ما ورد “يعكس وجهة نظرها الشخصية”، وفق ما نقلته هآرتس.
جاء في بيان أرسله مصدر رسمي إسرائيلي للصحفيين أن “هذا الموقف للوزيرة هو رأيها الشخصي. من المهم الإشارة إلى أن وزيرة الاستخبارات ليس عضوا في حكومة الحرب،
وبالتالي فهي ليس جزءا من المداولات أو عملية صنع القرار في هذا الشأن”.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية لصحيفة هآرتس إن الوزيرة ليست معنية بقرارات الحرب وغير مؤثرة و”تستمتع بتصدر عناوين الأخبار”، وأشار إلى أنها
“أضرت بالدبلوماسية العامة الإسرائيلية فقط حتى تتمكن من الفوز ببعض الأصوات”.
تكررت مثل هذه التصريحات من مسؤولين إسرائيليين، إذ قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، في وقت سابق إن “الهجرة الطوعية واستيعاب عرب غزة في دول العالم،
حل إنساني ينهي معاناة اليهود والعرب على حد سواء”.
وجاءت تصريحات سموتريتش، تعليقا على مقرح قدمه عضوان في الكنيست الإسرائيلي، بـ”قبول الدول الغربية سكان غزة كلاجئين، وإعادة توطينهم”.
وكتب المشرعان الإسرائيليان، رام بن باراك، وداني دانون، عمود رأي بصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، في 13 تشرين الثاني، يدعوان فيه الدول الغربية إلى “قبول هذه
الفكرة وتوطين أعداد محدودة من الأسر الغزاوية، التي أعربت عن رغبتها في الانتقال إلى مكان آخر”.
وتعليقا على هذا “المقترح”، قال سموتريتش في تدوينة بموقع فيسبوك: “أرحب بمبادرة عضوي الكنيست رام بن باراك وداني دانون للهجرة الطوعية لعرب غزة إلى دول العالم”،
معتبرا أن “هذا هو الحل الإنساني الصحيح لسكان غزة والمنطقة بأكملها، بعد 75 عاماً من اللجوء والفقر والمخاطر”.
وكانت دول عربية رفضت “التهجير القسري” لسكان قطاع غزة، ووصفت ذلك بأنه “جريمة حرب”، وذلك ردا على طلب الجيش الإسرائيلي من المدنيين الانتقال من شمالي القطاع
إلى جنوبه.