بينهم “ثالث أقدم كنيسة في العالم”.. مواقع غزة الأثرية “مدمرة”

بينهم “ثالث أقدم كنيسة في العالم”.. مواقع غزة الأثرية “مدمرة”
بينهم “ثالث أقدم كنيسة في العالم”.. مواقع غزة الأثرية “مدمرة”

كانت منطقة قطاع غزة مركزاً مهماً للثقافة والتجارة على مدى قرون طويلة خلال الحكم البيزنطي والروماني واليوناني والمصري، وكل حضارة تركت فيها آثارا تدل على عمق المكان.

لكن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة دمرت أكثر من 100 موقع أثري وتاريخي، وفق دراسة حديثة أجرتها مجموعة التراث من أجل السلام.

أبرز المعالم التاريخية والأثرية التي تعرضت لأضرار كبيرة هي، المسجد العمري الكبير، أحد أهم وأقدم المساجد في فلسطين التاريخية، وكنيسة القديس برفيريوس، التي يُعتقد أنها ثالث أقدم كنيسة في العالم، ومقبرة رومانية عمرها 2000 عام في شمال غزة، تم التنقيب فيها العام الماضي فقط، ومتحف رفح، في جنوب غزة، الذي كان مكاناً  يقصده الدارسون لتاريخ وتراث قطاع غزة الطويل.

وتقول مديرة متحف رفح، سهيلة شاهين، في مقطع فيديو نشر على حساب المتحف بموقع فيسبوك: “كانت هناك قطع لا تقدر بثمن من عملات معدنية وأحجار كريمة وألواح نحاسية وملابس”.

وقال رئيس منظمة التراث من أجل السلام، إسبر صابرين، في مقابلة مع إذاعة NPR الأميركية إنه: “إذا اختفى هذا التراث في غزة، فسيكون ذلك خسارة كبيرة لهوية الناس في غزة”.

وأضاف صابرين أن “منظمته تخطط لمواصلة أعمال المسح ومراقبة حالة المعالم الثقافية في غزة خلال الأشهر المقبلة، سواء على الأرض بالتعاون مع السكان المحليين، أو باستخدام صور الأقمار الصناعية.

وقال إن “سكان غزة لديهم الحق في الحفاظ على هذا التراث والحفاظ عليه، وسرد التاريخ وأهمية هذه الأرض”.

وتحمي اتفاقية لاهاي لعام 1954، التي وقع عليها الفلسطينيون والإسرائيليون، المعالم التاريخية من ويلات الحرب.

لكن المعالم في غزة دمرت جراء الضربات الإسرائيلية في جولات سابقة من القتال. وتعرضت عشرات المواقع، بما في ذلك المسجد العمري الكبير الذي طمست معالمه الآن، لأضرار في عام 2014.

ويشير تقرير صادر عن اليونسكو، وهي هيئة الأمم المتحدة التي تحدد مواقع التراث العالمي وتحميها، إلى المزيد من الدمار للمواقع الثقافية والتاريخية في غزة في عام 2021.

وقال متحدث باسم اليونسكو في بيان أرسل إلى إذاعة  NPR الأميركية: “إن اليونسكو تشعر بقلق عميق إزاء التأثير السلبي للقتال المستمر على التراث الثقافي في فلسطين وإسرائيل”.

وأكد أن “منظمتنا تدعو جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام الصارم بالقانون الدولي. ولا ينبغي استهداف الممتلكات الثقافية أو استخدامها لأغراض عسكرية، لأنها تعتبر بنية تحتية مدنية”.

ولم تتمكن اليونسكو حتى الآن من مسح مدى الضرر الذي لحق بالتراث الثقافي في غزة.

وجاء في بيان الوكالة أنه “بسبب القتال المستمر واستحالة الوصول إلى المنطقة، فإن اليونسكو ليست في وضع يسمح لها بتقييم الأضرار بنفسها في الموقع”.

وقالت إنه “في هذه المرحلة، لا يستطيع خبراؤنا سوى مراقبة الوضع عن بعد، باستخدام بيانات الأقمار الصناعية والمعلومات المرسلة إلينا من قبل أطراف ثالثة، ويجب بعد ذلك التحقق من هذه المعلومات بدقة”.

وعرض التقرير الصادر عن مبادرة التراث من أجل السلام  قائمة بأسماء المعالم الأثرية والتراثية في قطاع غزة التي تعرضت للدمار كلياً أو جزئيا بسبب الحرب، وشملت حوالي 23 معلماً، بالإضافة إلي أكثر من 70 منزلاً أثرياً، فضلا عن مركز المخطوطات والوثائق القديمة الذي تم تدميره كلياً.

وأوضح التقرير أن “المعالم التي تضررت هي كنيسة جباليا البيزنطية، وكنيسة برفيريوس الأرثوذكسية، والمسجد العمري، ومسجد الشيخ شعبان، ومسجد الظفر الدمري، ودار السقا الأثرية، وتل المنسطر، و المقبرة الإنجليزية، ودير القديس هيلاريون، وتل السكن، وتل 86 بالقرارة، و سوق مازن، ومقام خليل الرحمن، وتل رفح الأثري، والمسجد العمري، ومسجد السيد هاشم، وقصر الباشا، و المقبرة الإنجليزية، ومقام الخضر (دير البلح)، ومتحف دير البلح، موقع الفخاري، ومقام النبي يوسف”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى واشنطن: ملتزمون بجهود عودة اللبنانيين لمنازلهم