لدى توغلها على طول الحدود الجنوبية والشرقية والشمالية لأوكرانيا، واجهت القوات الروسية مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية في أقصى الشمال في كييف وخاركيف، أكبر مدينتين في البلاد، مع اعتماد الجيش الأوكراني أسلوباً جديداً لمنع الوصول إلى العاصمة.
والجمعة، دخلت الضواحي الغربية للعاصمة كييف، لكنها فشلت في اختراق الجانب الشرقي من المدينة حتى مساء الجمعة بالتوقيت المحلي، وفقاً لتحليل مستقل للصراع أجراه معهد دراسات الحرب، وهو مجموعة بحثية في واشنطن.
كما منعت القوات الأوكرانية القوات الروسية من السيطرة على تشيرنيهيف، وهي مدينة تقع شمال شرق كييف.
وقال الجيش الأوكراني إن جنوداً روس دخلوا منطقة كييف الشمالية في وقت سابق من ليل الجمعة وإن “مجموعات تخريبية” تعمل في المدينة.
وذكرت تقارير استخباراتية من البنتاغون ووزارة الدفاع البريطانية أن روسيا كانت تحاول تطويق العاصمة.
وقال عمدة بلدية كييف وسط العاصمة، إن الضربات الصاروخية أصابت مدينة كييف خلال الليل، وسقطت شظية صاروخية روسية على مبنى سكني، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل.
وسُمع دوي انفجارات في جميع أنحاء المدينة، وقال العمدة فيتالي كليتشكو على وسائل التواصل الاجتماعي إن خمسة انفجارات على ما يبدو جاءت من محطة كييف الحرارية للطاقة رقم 6 في الشمال الشرقي.
ويبدو أن مقاطع الفيديو والصور التي قالت صحيفة نيويورك تايمز إنها تحققت منها تظهر تدميراً لجسرين يؤديان إلى كييف، في استراتيجية جديدة يبدو أن أوكرانيا تستخدمها للدفاع عن العاصمة.
ومع تركيزها الآن على العاصمة، أوضحت موسكو أن هدفها كان الإطاحة بحكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وقالت روسيا أيضاً إنها سيطرت على المنطقة المحيطة بمحطة تشيرنوبيل النووية السابقة، على بعد حوالي 80 ميلاً شمال كييف.
والسبت، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو على فيسبوك، أن أوكرانيا “أخرجت” خطة الهجوم الروسية “عن مسارها” في اليوم الثالث من غزو بلاده.
وقال زيلينسكي “صمدنا ونجحنا في التصدي لهجمات العدو”، موضحا أن “القتال مستمر في العديد من البلدات والمناطق في البلاد، لكن جيشنا هو الذي يسيطر على كييف والمدن الرئيسية في كل أنحاء العاصمة”.
وتابع “أراد المحتلون شل وسط بلدنا ووضع دُماهم هناك، كما هي الحال في دونيتسك. أخرجنا خطتهم عن مسارها” مؤكداً أن الجيش الروسي “لم يحرز أي تقدّم”.
وأضاف أن “العدو استخدم كل شيء ضدنا: صواريخ ومقاتلات وطائرات مسيّرة ومدفعيات ومدرعات بالإضافة إلى مخربين ومظليين” مشيراً إلى أن موسكو قصفت مناطق سكنية وتحاول تدمير منشآت كهربائية.
في السياق، كشف وزير الصحة الأوكراني، أن 198 مدنياً قتلوا، من بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب أكثر من ألف شخص آخر منذ بدء الغزو الروسي للبلاد قبل ثلاثة أيام.
وقال الوزير فيكتور لياشكو على فيسبوك “للأسف، بحسب البيانات، قتل 198 شخصاً على أيدي الغزاة، من بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 1115 شخصاً آخر من بينهم 33 طفلاً”.