مدافع الغرب في كييف تغير شكل الحرب مع روسيا

مدافع الغرب في كييف تغير شكل الحرب مع روسيا
مدافع الغرب في كييف تغير شكل الحرب مع روسيا

أكد مسؤولون أميركيون ومحللون عسكريون أن “تدفق المدفعية الغربية على أوكرانيا سيغير موازين الحرب مع روسيا، ويؤدي لاندلاع معركة طاحنة مدعومة بأسلحة بعيدة المدى”.

وأضاف هؤلاء في تصريحات لصحيفة “واشنطن بوست” أن “هذا الأمر سيؤدي إلى إجبار الجانبين لأن يصبحا أكثر ذكاء إذا كانا يأملان في تجنب وقوع أعداد كبيرة من القتلى في صفوفهما مع اشتداد القتال في شرقي أوكرانيا.”

وقالت الصحيفة إن “حكومة الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي وداعميه الغربيين يتوقعون أن تكون هناك حرب طاحنة في منطقة دونباس”.

ومن المتوقع أن يسلط الصراع هناك الضوء على المدافع بعيدة المدى التي تشكل حجر الزاوية في الترسانة الروسية، وفقا للصحيفة.

بالمقابل وعدت الولايات المتحدة وحدها بإرسال ما يقرب من 190 ألف قذيفة مدفعية، بالإضافة إلى 90 مدفع هاوتزر لاوكرانيا.

وحتى يوم الخميس الماضي، وصل أكثر من نصف هذا العدد إلى أوكرانيا، حسبما قال مسؤول دفاعي أميركي كبير تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته.

وحتى الآن، تبادلت روسيا وأوكرانيا إطلاق النار باستخدام نفس الأنظمة، بما في ذلك نظام إطلاق الصواريخ من طراز “Smerch 300” ومدافع هاوتزر عيار 122 ملم التي تم استخدامها لأول مرة في الستينيات.

وقال محللون للصحيفة إن من المتوقع أن يؤدي إدخال قطع مدفعية غربية مختلفة إلى تسريع تحول تكتيكات كلا الجانبين لاستخدام ما يعرف بنيران البطاريات المضادة، حيث تبحث القوات العسكرية عن مدفعية العدو وتحدد موقعها وتستهدفها.

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قال الخميس إن المدفعية بعيدة المدى ستثبت أنها “حاسمة” في المرحلة التالية من الحرب.

ويؤكد محللون أن قدرة أوكرانيا على استهداف وحدات المدفعية الروسية مهمة بشكل خاص، بسبب استعداد الكرملين الواضح لاستهداف المدن والبلدات، مما يؤدي إلى تدمير منازل المدنيين والبنية التحتية.

ويقول الخبير العسكري وضابط المدفعية الميداني السابق في الجيش الأميركي سكوت بوسطن إن “مجرد وجود المزيد من وحدات المدفعية الأوكرانية التي تقوم بإطلاق نيران مضادة للبطاريات سيؤدي إلى إضعاف قدرة روسيا على استهداف المدن”.

ويضيف أن “المشكلة التي تود أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون فرضها على الروس، هو جعلهم غير واثقين تماماً من أن مخازن الذخيرة أو مراكز القيادة ستبقى أمنة إذا ظلت في مكانها لفترة طويلة”.

وقدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة أن روسيا لم تكن فعالة كما ترغب في استخدام المدفعية بعيدة المدى.

وأشار مسؤول دفاعي كبير إلى أنه مع استمرار الغرب في إرسال الكثير من المدفعية إلى أوكرانيا “قد يصبح هذا نوعاً من معركة بالأسلحة النارية”.

وغالباً ما تخفي وحدات المدفعية نفسها بالتمويه أو بأشكال أخرى من التغطية، ويمكن أن تتطلب مزيجاً من الذكاء والطائرات بدون طيار والرادارات لاكتشافها.

ويقوم الغرب بتزويد أوكرانيا بطائرات بدون طيار ورادار مضاد للبطارية للقيام بذلك.

وطلبت أوكرانيا أيضا تزويدها بأنظمة مدفعية متعددة الإطلاق، مثل نظام الصواريخ سريعة الحركة وعالية الدقة من طراز “M142”.

ونقلت الصحيفة عن العقيد المتقاعد في سلاح مشاة البحرية والخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن مارك كانسيان القول إن مثل “هذه الأسلحة تطلق رشقات سريعة، وهو أمر مفيد جداً في استهداف مدفعية العدو قبل تغيير مواقعها”.

وقدمت الولايات المتحدة أسلحة لأوكرانيا بقيمة تتجاوز 3 مليارات دولار منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط. ويسعى البيت الأبيض للحصول على تمويل كاف من الكونغرس ليتمكن من تمديد تلك المساعدة حتى تشرين الأول.

وبعد أن أخفقت في شن هجوم على كييف في شمال أوكرانيا الشهر الماضي، تحاول روسيا حاليا فرض سيطرتها الكاملة على المناطق الشرقية المعرفة باسم دونباس.

ووفق لائحة نشرها البيت الأبيض  زودت الولايات المتحدة أو وعدت بتزويد أوكرانيا 1400 نظام دفاعات جوية من طراز ستينغر وخمسة آلاف صواريخ مضادة للدروع (جافلين) وسبعة آلاف سلاح مضاد للدروع من طراز آخر ومئات من الطائرات المسيرة “الانتحارية” سويتشلابلايد.

كذلك شملت اللائحة سبعة آلاف بندقية قتالية و50 مليون رصاصة وذخيرة مختلفة و45 ألف سترة واقية من الرصاص وخوذة وصواريخ تعمل بالليزر ومسيرات من طراز بوما، فضلا عن أجهزة رادار مضادة للمدفعية وللطائرات المسيرة ومصفحات خفيفة وأنظمة اتصال آمنة.

وتشمل المعدات أيضا مدفعية “هاوتزر إم777” أحدث جيل من قطع المدفعية التي استخدمها الجيش الأميركي في أفغانستان حتى وقت قريب، ورادارات مضادة للمدفعية من نوع “إيه إن/تي بي كيو36” ورادارات مضادة للطائرات “سانتينيل” (إيه إن/إم إتش كيو64).​

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بايدن سيُرسل جنودًا إضافيين إلى الشرق الأوسط