شهدت الآونة الأخيرة جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي بعد انتشار منشورات تحذّر من تناول الطماطم إن بدا لونها بعد تقشيرها مائلاً إلى الأصفر أو الأبيض، وقد حصدت تلك التحذيرات آلاف المشاركات.
وكانت الحجة في ذلك أن هذا التغيير بلون الطماطم دليل على احتوائها على كميّة كبيرة من الهرمونات.
إلى أن تكشّفت الحقيقة، وتبيّن أن كل ما هو منشور محض ادعاءات خاطئة، لا أساس لها من الناحية العلميّة.
فقد أفاد المهندس الزراعي والخبير اللبناني الدكتور مارك بيروتي، بأن ابيضاض الطماطم قد يدلّ على أمور كثيرة ليس من بينها احتواها على نسبة كبيرة من الهرمونات، مشدداً على أن اللون الأبيض أو الأصفر قد يكون نتيجة عوامل كثيرة ما عدا الهرمونات.
وشرح قائلاً إن الابيضاض أساساً ليس من العلامات أو الأعراض الدالّة على وجود هرمونات، والدليل أن الشتلة لو امتصت فعلاً تلك المواد لأصبحت التجويفات المحيطة بالبذور أكبر وأوسع، ومن غير الممكن أن يتحول لونها إلى الأبيض.
كما تابع أن هناك عوامل كثيرة تساهم في تغيير لون الطماطم إلى أبيض، بينها أن تكون الشتلة نفسها مصابة بأنواع من الفيروسات وتعرف باسم “TSWV” أو “TYLCV”، وهي غير ضارّة للإنسان.
ولفت أيضاً إلى أن الظروف المناخيّة تؤثّر إلى حد كبير على نموّ الطماطم ولونها، فقد تشير البقع البيضاء إلى أنّ الطماطم لم تصل إلى درجة الاستواء اللازمة أو أنّها تعرّضت لدرجات حرارة مرتفعة جداً.
كذلك أشار إلى أن سوء التغذية الذي قد تعاني منه الشتلة قد يؤثر على لونها، موضحاً أن الطماطم عادة تكون حساسة جداً على نقص بعض المعادن، وقد يشير ابيضاضها إلى نقص في مادّة البوتاسيوم.
وشدد الخبير على أن هناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلى ابيضاض الطماطم، لكنّ الهرمون ليس واحداً منها إطلاقاً.
إلى ذلك، طمأن بأن هناك معلومات كثيرة مغلوطة تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن بإمكانه اعتبار 95% من الأمراض التي تصيب الخضار والفاكهة لا تنتقل إلى الإنسان.
يذكر أن المنشورات كانت ضمّت صورة طماطم مقشرة يميل لونها إلى الأبيض، وأرفقت بتعليق يحذّر من تناولها إذا كانت بهذه الحال.
وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، مرجعة الأسباب إلى أن هذا النوع من الطماطم يحوي كثيراً من الهرمونات، حتى أتت خدمة تقصّي الحقائق من وكالة “فرانس برس” وقطعت الشك باليقين.