بقلم: المهندس عبدالعزيز سعود الهليل، المختص والخبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
تتسارع وتيرة التقدم التقني عاماً بعد عام، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على المهنيين ذوي التخصصات التقنية. كما أنه من المتوقع أن تزداد الفجوة بين العرض والطلب في التخصصات التقنية بسبب الاعتماد المتزايد على التقنية وتطورها المستمر. ومن الصعب معالجة هذه المشكلة إذا استمررنا في الاعتماد على السياسات والحلول الحالية وتكثيفها فقط.
الطلب في سوق العمل يتأثر بشكل كبير بالعملاء ومزودي الخدمة. وفي سياق التحول الرقمي المتسارع، يزداد اعتماد العملاء على التقنية ويتطلعون إلى تخصصات معينة لتلبية احتياجاتهم المتنوعة والمتزايدة؛ مما يؤدي إلى زيادة الطلب على المهارات التقنية والتخصصات المرتبطة بها. وعلى الجانب الآخر، تحتاج شركات تكنولوجيا المعلومات إلى تخصصات متنوعة لتطوير حلول وخدمات مبتكرة وفعّالة. ويشمل ذلك تخصصات مثل الاستشارات التقنية، وتكامل الأنظمة، وتطوير البرمجيات، والأمن السيبراني، وتطوير الواجهات المستخدمة، وتحليل البيانات.
في الواقع، خلال السنوات العشر الماضية، شهد مجال التقنية تغييرات جذرية. واليوم أصبحت الفجوة المعرفية في التقنية بين المتخصصين والمهتمين أقل بشكل ملحوظ. ونجد الآن أشخاصاً من مختلف التخصصات الجامعية يعملون في الدعم الفني، والبرمجة، واختراق الأنظمة، وغيرها من المجالات التقنية؛ وذلك بفضل اهتمامهم بالتقنية والدورات المتخصصة.
ويمكن اعتبار تعميم أو (تسليع) التخصصات التقنية مقترحاً مهماً لتلبية الطلب المتزايد على مهارات التقنية في سوق العمل. هذا يعني تضمين مواد تقنية أساسية في المناهج الدراسية لجميع الكليات والمعاهد وليس فقط في الكليات والمعاهد التقنية، ليتمكن الخريجون من العمل في مجال تخصصهم الأكاديمي وفي مجال التقنية الأساسية، لا سيّما أن التقنية تعتبر أداة مهمة لتطور العلوم والتخصصات المختلفة مثل التقنية المالية، والتقنية الزراعية، والتجارة الإلكترونية، والتسويق الإلكتروني، حيث سيتمكن الخريجون من إجراء أعمال متطورة في مجال تخصصهم باستخدام التقنية، وفي حال رغبتهم في التحول إلى مجال التقنية سيتمكنون من منافسة المتخصصين كما نشهده حاليا بشكل محدود.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
بالنسبة لكليات الحاسب الآلي، يمكن أن تركز على تخصصات متقدمة أو على مستوى الدراسات العليا للمهتمين بالتقنية، وبذلك يصبح لدينا قاعدة واسعة من الموظفين المؤهلين في التقنية المتقدمة وقادرين على تحقيق التطور المرجو.
تزايد الفجوة في الطلب على التخصصات التقنية يدفعنا فعلاً للبحث عن حلول جريئة و”مبتكرة” لتلبية هذا الطلب المتزايد. تعميم التخصصات التقنية قد يكون حلاً مناسباً وفعّالاً على المدى الطويل؛ من خلال تضمين مواد تقنية أساسية في المناهج الدراسية لجميع الكليات والمعاهد، حيث يمكننا تعزيز قاعدة الموظفين المؤهلين تقنياً وإعداد جيل جديد من العاملين قادرين على التعامل مع التحديات الحالية والمستقبلية في مجال التقنية أو في مجال تخصصهم. ومن ثم، يمكن لهذا الحل أن يعزز الابتكار والتنافسية في مجال التقنية ويحقق التطور المرجو في مختلف المجالات.
المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية