وأخيرًا الشعبان الإيراني واللبناني واحد؟

وأخيرًا الشعبان الإيراني واللبناني واحد؟
وأخيرًا الشعبان الإيراني واللبناني واحد؟

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

من شعار شعب واحد في بلدين، وهو الشعار الشهير الذي أطلقه الرئيس السوري حافظ الاسد، ابان الهيمنة السوريه على لبنان، الى رسالة المرشد الايراني علي خامنئي للبنانيين بالامس، «نحن لسنا منفصلين عنكم، نحن وإياكم واحد» تشابه ملحوظ، لشرعنة الهيمنة والنفوذ والسيطرة على لبنان، مع فارق الزمن طبعًا .

الشعار الأول أطلقه الرئيس حافظ الاسد لتبرير وجود الجيش السوري، الذي دخل الى لبنان عام ١٩٧٦، بحجة ايقاف الحرب الاهلية المشؤومة ظاهريا، بينما كان الهدف، السيطرة واستلحاق الشعب اللبناني بالدولة السورية، التي لم تعامل لبنان كدولة كاملة الاستقلال والسيادة، بل كانت تعتبره تابعا لسوريا، وامتدادا طبيعيا لها.

وقد سقط شعار الاسد سقوطا مريعا في ربيع العام ٢٠٠٥، بعد الانسحاب القسري للجيش السوري من لبنان، بفعل انتفاضة معظم مكونات الشعب اللبناني ضده، لاتهام الرئيس السوري بشار الاسد بالمشاركة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يومها، بينما الشعار الذي اطلقه بالامس، مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي، يتزامن مع بداية تفكك النفوذ الايراني على لبنان، الذي شكل امتدادا للهيمنة السورية السابقة، من خلال حزب لله، بعدما استغل سلاحه الايراني، تحت شعار مواجهة إسرائيل، لمصادرة الحياة السياسية بالقوة، وتعطيل الاستحقاقات الدستورية المهمة، وعرقلة تشكيل الحكومات، واسقاطها، واستباحة المرافق والمؤسسات العامة، ناهيك عن تنفيذه سلسلة اغتيالات طالت رموز سياسية وشخصيات لبنانية بارزة وفي مقدمتهم الرئيس رفيق الحريري، وزج لبنان بسلسلة مواجهات وحروب مع إسرائيل، بينها حرب تموز عام ٢٠٠٦، وحرب المشاغلة لدعم حركة حماس في قطاع غزّة، بقرار ايراني وبمعزل عن قرار الدولة اللبنانية، والتي تسببت بالحاق خسائر فادحة بالارواح والممتلكات والمرافق والوضع المالي والاقتصادي، وماتزال ترخي بتداعياتها الخطيرة على الشعب اللبناني كله.

بالطبع، شعار خامنئي الذي يتزامن مع تعرض لبنان، لابشع عدوان إسرائيلي في تاريخه، جراء حرب المشاغلة التي اشعلها حزب الله بقرار ايراني منذ اكثر من عام، والذي لم يكن للدولة اللبنانية اي رأي او مشاركة فيه، وما يلحق باللبنانيين من مخاطره واضراره، لن يلقى القبول او التجاوب معه، من قبل اكثرية الشعب اللبناني، بسبب ممارسته والنظام الايراني سياسة السيطرة واستغلاله لتحقيق مصالحه وصفقاته مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما، على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية العليا.

لايمكن لعبارات الدعم والتودد والتعاطف التي تضمنها شعار مرشد الثورة الاسلامية، ان تمحو من ذاكرة اللبنانيين، مرارة التدخل الايراني، لاستباحة لبنان وسيادته، او تهديد وحدته الداخلية، ولا التغاضي عن مواقف كبار المسؤولين الإيرانيين التي تباهى علنا بالحاق لبنان بالمحافظات والنفوذ الايراني بالمنطقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق المستشفيات تبحث عن ممرّضين
التالى بعد التحذير الاسرائيلي.. سلسلة غارات تستهدف النبطية