كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:
على عجل، وفي مشهدية تحاكي يوم أنذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي سكان بعلبك وعين بورضاي ودورس بإخلائها فوراً، لملم النازحون الذين لجأوا إلى المناطق الآمنة في دير الأحمر وعرسال والقاع والفاكهة وغيرها، ما تيسر لهم من حاجيات استطاعوا حملها، وقاموا بتشغيل محركات سياراتهم وآلياتهم وانطلقوا في رحلة العودة إلى بلداتهم وقراهم ومنازلهم على اختلاف درجات تضررها.
زحمة سير خانقة على طول الطريق الدولية من الهرمل حتى رياق، حواجز ترحيب بالوافدين ونثر الأرز، الأمر الذي انعكس انقساماً بين طبقتين في المنطقة، الأولى: تقف أمام منازلها المدمرة وقد اعتراها الحزن والأسى على فقدان السقف الذي تحتمي به في عز فصل الشتاء، وخسارة ما جنته على مدى سنين، ودفع فاتورة حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، والثانية عادت إلى منازلها سالمة وكأن شيئاً لم يكن، وما بينهما من يقفون عند عتبات منازلهم المتضررة جزئياً، والتي تحتاج أياماً لإصلاحها، وقد استنفدت الحرب أموالهم، وعدم قدرتهم على دفع ما يلزم لذلك.
ومع تقدم ساعات اليوم الأول من وقف إطلاق النار، عادت الحركة التجارية إلى الدوران وفتحت المحال في سوق بعلبك أبوابها، بعد انقطاع طويل، وتسابق العائدون كلٌ حسب أولوياته.
تحتاج محافظة بعلبك الهرمل أسابيع لإحصاء حجم الأضرار وإصلاح ما تهدم، وأياماً لتكتمل عودة النازحين إلى منازلهم، والمترافقة مع أوجاع وحسرة على فقدان كثيرين من أبنائهم إضافةً إلى عناصر الدفاع المدني.