وزع تكتل “الجمهورية القوية” نص الرسالة الجوابية التي ارسلتها اليونسكو ردا على رسالة التكتل حول موضوع حماية التراث، وجاء فيها: “استلمنا الرسالة المؤرخة في 13 تشرين الثاني 2024، الموجهة من قبل البرلمانيين اللبنانيين الذين يمثلون تكتل الجمهورية القوية، بشأن حماية التراث الثقافي للبنان.
وأكدت المديرة العامة لليونسكو في تصريحاتها، فإن حماية التراث الثقافي لجميع المجتمعات باعتباره تراثًا مشتركًا للبشرية جمعاء كانت دائمًا في صميم مهمة اليونسكو منذ تأسيسها. إن اليونسكو تشعر بقلق عميق من تأثير الأعمال العدائية المستمرة على المواقع الثقافية في المنطقة ولبنان، خاصة مواقع التراث العالمي في بعلبك وصيدا.
تماشيا مع ولايتها وأدواتها المعاييرية، أدانت اليونسكو دائمًا الأضرار التي تلحق بمواقع التراث العالمي وذكّرت جميع الأطراف المعنية بالتزاماتها بموجب اتفاقية عام 1972 بشأن حماية التراث الثقافي والطبيعي للبشرية، وكذلك بموجب اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح.
يرجى العلم أن اليونسكو تتابع عن كثب الوضع المتعلق بالتراث الثقافي في لبنان، بما في ذلك باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد بالشراكة معUNITAR/UNOSAT، المركز الفضائي للأمم المتحدة.
في صيدا، تم ملاحظة الأضرار ضمن حدود موقع التراث العالمي حيث تم تدمير مبنيين حديثين. وفي بعلبك، تم رصد أضرار في المباني التراثية الواقعة بالقرب من المعالم الأثرية الرئيسية. تؤكد اليونسكو أن الضربات في محيط موقع التراث العالمي قد تؤثر على الموقع نفسه، بسبب هشاشة بعض المعالم. ستكمل تقييماتنا الأولية بتفتيشات ميدانية أكثر دقة عندما تسمح الظروف بذلك، وستعد اليونسكو تقريرا شاملا لدوله الأعضاء.
كما قد تكونون على علم، تحت رعاية اليونسكو وبتكليف من السلطات اللبنانية، تم تنظيم جلسة استثنائية للجنة لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح في 18 تشرين الثاني 2024، حيث تم إدراج 34 من الممتلكات الثقافية اللبنانية في القائمة الدولية للممتلكات الثقافية تحت الحماية المعززة. كما وافقت اللجنة على طلب المساعدة الدولية (التمويل) الذي قدمته لبنان من خلال صندوق حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح.
من خلال مكتبها في بيروت، تواصل اليونسكو الاتصال المستمر مع السلطات الوطنية ومديري المواقع والمهنيين في مجال الثقافة. تقدم اليونسكو الخبرة والدعم الفني للمديرية العامة للآثار في لبنان لحماية التراث الثقافي المنقول. يشمل ذلك جرد القطع الأثرية من صيدا وبعلبك وصيدا، ونقلها وتخزينها بشكل مناسب في موقع أكثر أمانًا في لبنان.
سيستند دعم اليونسكو إلى نجاح مبادرتها “لبيروت” التي أطلقت في 27 آب 2020، والتي ركزت على إحياء الحياة الثقافية والإبداعية والتعليمية في العاصمة اللبنانية، بالتعاون مع المجتمعات والمنظمات المحلية. قدمت اليونسكو 140 منحة للمنظمات الثقافية والفنانين والمهنيين في مجال الثقافة لاستئناف الأنشطة الثقافية. كما تمكنت اليونسكو من دعم تدعيم 14 مبنى تراثيا، وترميم متحف سرسق. وقدمت أيضا المساعدة في ترميم قصر سرسق.
بالإضافة إلى ذلك، عقدت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، اجتماعا مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب لمناقشة حماية المواقع الثقافية في لبنان، في مقر المنظمة.
يرجى أن تكونوا مطمئنين إلى أن موقف اليونسكو واضح وجلي، وهو قائم على الفكرة التي تقف في قلب منظمتنا بأن التراث الثقافي بكل تنوعه يجب الحفاظ عليه لصالح البشرية جمعاء، باعتباره مصدرا للانتماء وقوة للسلام. لا يمكن أن يكون هناك أي تردد في السعي لتحقيق هذه المهمة العظيمة، التي تتطلب أيضا الدعم الفعال من الجميع.
وتقبلوا، معاليكم، أسمى عبارات الاحترام والتقدير.”