كتبت جويس عقيقي في “نداء الوطن”:
في الوقت الذي كان فيه نواب من “اللقاء النيابي المستقل” يلتقون رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية كان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري!
هل هي سخرية القدر أو السياسة؟! لا يهم، فالأهم النتيجة!
فالنواب الأربعة الياس بو صعب، ابراهيم كنعان، ألان عون وسيمون أبي رميا، التقوا فرنجية الذي استبقاهم إلى مائدة الغداء في “بنشعي”.
اللقاء دام نحو ساعتين، وبحسب معلومات “نداء الوطن” فإن فرنجية قال للنواب الذين التقاهم إنه لا يقبل برئيس “يكون خيال صحرا” أي ألا تكون له حيثية مسيحية ينطلق منها، فهو لا يريد “إجر كرسي” في كرسي الرئاسة كما قال.
وتقول مصادر مطلعة على لقاء النواب مع فرنجية إنها لمست لدى “فرنجية” حسّاً وطنيّاً عالياً جداً، وإنه قال للنواب: “ما بيسوى نكمّل هيك، لازم ننتخب رئيس ينقذ لبنان وخصوصاً في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية وسقوط نظام الأسد. كان فرنجية واقعياً جداً، وتحدّث بنبل كبير بعيداً من أي مصلحة شخصية وهوّي مستعد يروح عند ألدّ أخصامه لإنقاذ البلد” تقول المصادر، فنسألها: “يعني بيعملها فرنجية وبرشّح جعجع لرئاسة الجمهورية؟” فتجيب: “بيعمل بيّها!”.
“هل يبرم “Deal” رئاسياً مع جعجع؟” نستطرد فتجيب المصادر: “الزلمة مش عم يحكي عن “Deal” ولا عم يفكّر بصفقة إنما بالبلد وبس” وإن لم ترسُ الأمور على جعجع فإن فرنجية مستعد للسير بقائد الجيش العماد جوزيف عون، علماً أن دعمه عون سيزعج حليفه “حزب اللّه” وبري، وسيزعج، بطبيعة الحال، باسيل الذي يرفض عون للرئاسة، لكن فرنجية “مش فرقانة معه” تؤكد المصادر.
فهو قال إن هناك أسماء لا يمكن القبول بها، وهي “بلا لون وبلا طعمة” حتى ولو رشحها قطب سياسي فاعل في البلد، وقال في المقابل إنه منفتح على شخصيات سياسية ذات حيثية مسيحية للرئاسة، بمعنى أنه ليس بالضرورة المطلوب أن يكون رئيس الجمهورية رئيس حزب أو حزبياً، لكن أن يكون منطلقاً من “بيت سياسي معروف” وخلفية سياسية معروفة، وهو يقصد في كلامه، على سبيل المثال لا الحصر، “بروفايل” مثل النائب فريد هيكل الخازن، وهو من آل الخازن المعروفين في كسروان، والذين يتمتعون بحيثية سياسية مارونية، علماً أن الخازن عضو في “التكتل الوطني المستقل” الذي يضمّ طوني سليمان فرنجية.
و”بروفايل” مثل النائب ابراهيم كنعان، وهو ابن بيت سياسي معروف في المتن ولديه تجربة نيابية تشريعية طويلة تمكنه من التواصل مع الجميع وهو على تواصل مستمر مع أحزاب “المعارضة”.
ولعل أكثر ما يلفت في كلام رئيس “تيار المردة” تقاطعه الكبير مع “القوات اللبنانية” في أكثر من نقطة:
أولاً: رفضهما رئيس “خيال صحرا” أو “إجر كرسي”.
ثانياً: ترشيح جعجع للرئاسة.
ثالثاً: إن لم يكن جعجع فإن فرنجية وجعجع يتقاطعان على اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون.
رابعاً: التقاؤهما على الاختلاف مع باسيل ومحاولة قطع طريق أي مناورة سياسية يحاول أن يقوم بها للإتيان بمن يريده في سدة الرئاسة.
باختصار، “فرنجية الواقعي” يدرك ويعرف جديّاً مدى صعوبة وصوله إلى الرئاسة خصوصاً مع سقوط نظام بشار الأسد، الذي لطالما تغنّى فرنجية بصداقة وحلف متينين يجمعان بينهما منذ أكثر من خمسة عقودٍ من الزمن، وانطلاقاً من هذه الواقعية قد يقدم فرنجية، وعلى قاعدة “عليّ وعلى حلفائي قبل أعدائي”، على قلب الطاولة بعدما بدأ يتململ من تصرفات الحليف وتحديداً نبيه بري معه.