دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى وضع آليات دولية تمنع استخدام الذكاء الاصطناعي في الترويج للكراهية والتضليل، مشددة على أهمية وضع قواعد عامة لحوكمة الذكاء الاصطناعي قبل فوات الأوان.
وفي بيان للدولة أمام مجلس الأمن، أمس، قال مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة عمران شرف: «التفاوض حول التهديدات والفرص المرتبطة بالذكاء الاصطناعي أصبح من أهم قضايا العصر»، مشيراً إلى أن الإمارات وسويسرا تقدمتا منذ خمس سنوات فقط، باقتراح إلى غوتيريس لإنشاء فريق لبحث هذه المسألة المهمة، والذي تم على إثره إنشاء الفريق الرفيع المستوى المعني بالتعاون الرقمي.
أضاف في البيان، المنشور على موقع بعثة الدولة في الأمم المتحدة إن: مداولات هذا الفريق أثبتت «أن التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، لم يعد من الممكن تركها من دون رقابة». وأكد أن الحكومات «أصبحت غير قادرة على مواكبة هذا التطور».ودعا شرف إلى تبني الواقعية «في تفاؤلنا إزاء الذكاء الاصطناعي، سواء من حيث تقييم التهديدات التي تشكلها هذه التقنية الجديدة على السلم والاستقرار والأمن الدوليين، أو من ناحية الفرص والمنافع التي يتيحها.
قواعد طريق
شدد على ضرورة إنشاء قواعد طريق للذكاء الاصطناعي، وتوحيد الجهات المعنية الرئيسية جهودها في حماية هذه التكنولوجيا، إضافة إلى الاسترشاد بالقانون الدولي في استخدام الذكاء الاصطناعي.
أكد: ضرورة أن يصبح الذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز بناء السلام وتخفيف حدة النزاعات، وليس عاملاً يضاعف التهديدات، مشيراً إلى أن «الأدوات التي تعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي تستطيع تحليل كميات هائلة من البيانات والاتجاهات والأنماط بشكل فعال، ما يعزز من قدراتنا على اكتشاف الأنشطة الإرهابية في الوقت المناسب، والتنبؤ بالآثار الضارة لتغير المناخ على السلم والأمن».
أضاف: علينا أن نعي خطورة استخدام هذه التكنولوجيا في استهداف البنية التحتية الحيوية واختلاق الروايات الكاذبة التي من شأنها تأجيج التوترات والتحريض على العنف».
أكد بيان الدولة كذلك ضرورة «ألا يعكس الذكاء الاصطناعي صور التحيز على عالمنا الحقيقي. فالذكاء الاصطناعي إن لم يكن شاملاً ومستوعباً للجميع في جوهره، فقد يؤدي إلى ضياع عقود من التقدم المحرز في مكافحة التمييز، بما في ذلك مكافحة التمييز ضد النساء والفتيات».
إعاقة الابتكار
كما طالب بالابتعاد عن الإفراط في تنظيم وحوكمة الذكاء الاصطناعي بطريقة تعوق الابتكار، إذ إن «أنشطة الابتكار والبحث والتطوير التي تحدث في سياق الذكاء الاصطناعي في الدول الناشئة تُعد ضرورية لتحقيق النمو والتنمية المستدامين في تلك الدول».
وفي ختام البيان، أكد معالي عمران شرف أن التحولات والقفزات الكبرى التي مرت على التاريخ تلتها أزمات خطيرة، مشدداً على أنه فيما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي «علينا ألّا ننتظر لحين وقوع الأزمات، بل العمل بشكل استباقي لتشكيل هذا الميدان الجديد بشكل يضمن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين».