قال رئيس الوزراء بينيامين نتانياهو، اليوم الاثنين، إن “إسرائيل ستدرس فترات توقف تكتيكية صغيرة في القتال في غزة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية أو السماح بخروج الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس”.
لكنه أكد مجدداً على “رفض وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح جميع الأسرى في القطاع الفلسطيني الذي تحكمه حركة حماس”، وذلك في مقابلة مع شبكة “أيه.بي.سي نيوز” الأميركية سُئل خلالها عمن يجب أن يحكم غزة بعد انتهاء القتال.
ورد بالقول: “أعتقد أن إسرائيل ستتحمل لفترة غير محددة المسؤولية الأمنية الشاملة لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نتحمل تلك المسؤولية الأمنية”.
وتشن إسرائيل هجوما جوياً وبرياً على حماس بعد أن نفذت الحركة هجوماً مسلحاً دامياً في جنوب إسرائيل الشهر الماضي، مما أدى إلى مقتل 1400 واحتجاز 240 آخرين رهائن، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وقالت السلطات الصحية في القطاع إن “القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص في غزة”.
ورداً على سؤال عما إذا كان منفتحاً على هدنة إنسانية في غزة، قال نتنياهو “حسناً، لن يكون هناك وقف عام لإطلاق النار في غزة دون إطلاق سراح رهائننا”.
وأضاف “في ما يتعلق بفترات التوقف التكتيكية الصغيرة، ساعة هنا وساعة هناك، فقد حدثت من قبل. أعتقد أننا سنبحث الأوضاع من أجل تمكين دخول البضائع والسلع الإنسانية أو الرهائن من المغادرة”.
وقال المتحدث بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن “الرئيس، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ناقشا، الاثنين، إمكانية إعلان توقفات تكتيكية للضربات على غزة لتسهيل إيصال المساعدات”
وأفاد كيربي كذلك بأن “الجانبين بحثا الجهود الجارية لضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس”.
وتوقع المتحدث خروج مزيد من الأميركيين من غزة، أمس الاثنين، مع استمرار دخول المساعدات إلى القطاع.
وتأتي هذه التصريحات بينما “تكثف الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل لتخفيف حدة قصفها لقطاع غزة، إذ أرسلت دبلوماسيين ومسؤولين إلى المنطقة لمناقشة هذا الأمر”، وفق صحيفة وول ستريت جورنال.
ووصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه)، بيل بيرنز، إلى إسرائيل، أمس الاثنين، بعد زيارة لوزير الخارجية، أنتوني بلينكن، للمنطقة. وعاد أيضاً المبعوث الخاص لبايدن، ديفيد ساترفيلد، إلى إسرائيل للتفاوض من أجل وقف مؤقت للضربات على غزة، للسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية.
ومع تصاعد وتيرة الاجتياح الإسرائيلي لغزة، أشارت تقارير إعلامية أميركية وإسرائيلية إلى وجود توتر بين الإدارة الأميركية وإسرائيل، نتيجة خلافات على استراتيجية الحرب.
وكان بلينكن دعا أكثر من مرة إلى هدنة إنسانية لتسهيل إدخال الوقود إلى القطاع وإخراج المدنيين، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية رفض الفكرة، قائلاً إنه “لن يسمح بوقف إطلاق النار حتى يتم إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس”.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن “البيت الأبيض يشعر بالإحباط من الهجوم الإسرائيلي لكنه لا يرى سوى خيارات محدودة”.
وفي غضون ذلك، وجه رؤساء هيئات تابعة للأمم المتحدة، الاثنين، نداء موحداً لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، بينما تشتد الضربات الإسرائيلية على القطاع بعد مرور نحو شهر على اندلاع الحرب.
ومن بين 18 مُوَقِعا على النداء المشترك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، ومدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، ومنسق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الاثنين، إن “حماية المدنيين يتعين أن تكون الأهم في الصراع”،
وأضاف غوتيريش للصحفيين “العمليات البرية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية والقصف المستمر يضربان المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس ومنشآت الأمم المتحدة التي تتضمن ملاجئ. لا أحد في مأمن”.