شكّل يوم السابع من شهر تشرين الأول الماضي لحظة فارقة جديدة في سياق التوترات الجيوسياسية التي يشهدها العالم؛ فمع تصاعد الأزمة في قطاع غزة بعد استهداف حماس لإسرائيل وتصعيد الأخيرة الواسع، وفي ظل مخاوف طول أمد الأزمة وتوسعها بدخول أطراف أخرى، ثمة مخاطر واسعة تهدد الأسواق وتعمق حالة “عدم اليقين” الاقتصادي الممتدة.
يقع قطاع الغاز في القلب من تلك التوترات، لا سيما بالنظر إلى المكانة الإقليمية التي تشغلها إسرائيل في هذا القطاع، رغم أن حجم إنتاجها وصادراتها –بالمعايير الدولية- ليس ضخماً.
تشمل التأثيرات المحتمل تصاعدها –وفق ما تفرضه ظروف وتطورات العمليات الحالية في قطاع غزة- كلاً من إسرائيل وعدد من دول المنطقة، لا سيما مصر والأردن، وتمتد بنسب متفاوتة إلى أوروبا المستفيدة من واردات الغاز من مصر ، كمركز إقليمي لنقل الغاز الوارد من إسرائيل، إذ تجري عمليات الإسالة.
وعانت أوروبا خلال العام الماضي من أزمة طاقة مستعرة، تحت وطأة تداعيات الحرب في أوكرانيا وتوقف الإمدادات الروسية، فضلاً عن العقوبات المفروضة على موسكو وآثارها على دول القارة العجوز نفسها. فيما تتسبب التوترات الحالية بالمنطقة في تصاعد مخاوف مماثلة، لا سيما في ظل السيناريوهات المحتملة للتوترات الحالية، بما في ذلك السيناريو الأسوأ المرتبط بتوسع دائرة الصراع ودخول أطراف جديدة، بما يهدد بتداعيات شديدة على الأسواق، بما في ذلك أسواق الطاقة، الأمر الذي يهدد بمعاناة متجددة للقارة العجوز التي بالكاد تسعى للعبور من ارتدادات الحرب في أوكرانيا.
ونقل في هذا السياق، تقرير نشرته مؤسسة “ستاندرد آند بورز غلوبال”، عن الرئيس التنفيذي لشركة Wintershall Dea الألمانية، قوله:
وتواجه أوروبا مخاطر “متعددة” محتملة فيما يخص إمدادات الغاز هذا الشتاء، مع استمرار المخاوف بشأن القدرة على تحمل تكاليف الغاز.
“نحن الآن في موسم الشتاء البارد، وقبل ثلاثة أشهر حذرنا من التراخي في هذا الشتاء.. وكما رأينا في الأشهر الثلاثة الماضية، لا تزال هناك مخاطر على القدرة على تحمل التكاليف وأمن الإمدادات”.
الوضع لا يزال هشاً، مع وجود مخاطر محتملة “متعددة” على الإمدادات بما في ذلك الصراع الحالي في الشرق الأوسط.
وفي 27 تشرين الأول، قيّمت “ستاندرد آند بورز كوموديتي إنسايتس”، مؤشر TTF الهولندي القياسي لأسعار الغاز للشهر السابق عند 50.44 يورو/ ميغاوات في الساعة.
وذكر الرئيس التنفيذي للشركة الألمانية، ماريو مهرين، أن “أي مصادر جديدة للغاز لضمان أمن الإمدادات الأوروبية ستكون موضع ترحيب”.