تدخل الحرب بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة يومها الحادي والثلاثين، اليوم الثلاثاء، فيما لا تظهر أي بادرة لوقف النار أو تطبيق هدنة إنسانية مؤقتة، بينما تزداد أعداد الضحايا من المدنيين جراء القصف الإسرائيلي، ويزداد الأمر سوءاً إزاء أوضاع في القطاع وصفتها الأمم المتحدة بأنها “كارثية”.
وفي آخر التطورات الميدانية، قال الجيش الإسرائيلي إنه “سيطر على معقل لحركة حماس في شمال قطاع غزة”.
أوضح الجيش في بيان، إن “القوات البرية تمكنت من السيطرة على الموقع في مناطق شمال القطاع، وعثرت فيه على منصات إطلاق صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ وأسلحة مختلفة ومواد استخباراتية”.
أعلن الجيش كذلك عن “مهاجمة أهداف بواسطة سلاح البحرية، شملت مواقع للوسائل التكنولوجية”.
وصرح الجيش أنه “استهدف عدداً من المسلحين كذلك تحصنوا في مبنى بالقرب من مستشفى القدس وخططوا منه لشن هجوم ضد الوحدات الإسرائيلية”.
وفي بداية شهرها الثاني، شهدت غزة منذ الصباح الباكر قصفاً مدفعياً وجوياً عنيفاً، كما تدور اشتباكات عنيفة وحرب شوارع بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي حماس، أعنفها في شمال القطاع حيث مدينة غزة المحاصرة، وتمركزت دبابات إسرائيلية عند دوار أبو حصيرة قرب مجمع الشفاء وسط غزة، فيما دوت صفارات الإنذار بمناطق غلاف غزة.
وأفادت معلومات بـ”سقوط 20 قتيلاً وعشرات الجرحى في غارة إسرائيلية على مبنى سكني في خان يونس”.
يأتي ذلك فيما قالت كتائب القسام، إنها “دمرت 27 آلية إسرائيلية خلال يومين”.
وكان إعلام فلسطيني أفاد بـ”سقوط 11 قتيلاً وإصابة 30 في غارة إسرائيلية على مبنى سكني بخان يونس جنوبي غزة”.
أضاف أن: “زوارق حربية إسرائيلية تقصف مخيم الشاطئ ومحيط منطقة الميناء غربي مدينة غزة، وأن اشتباكات عنيفة تدور بين مسلحين فلسطينيين وقوات إسرائيلية تحاول التوغل على محور تل الهوى جنوب مدينة غزة”.
وقبلها، أفادت معلومات بـ”تجدد القصف والاشتباكات العنيفة بعدة مناطق في شمال غزة”.
كما أفادت بـ”وجود قصف إسرائيلي جوي استهدف شارع القاهرة في تل الهوى بغزة”.
وتحدث إعلام فلسطيني عن “سقوط 14 قتيلاً في قصف إسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة، فيما أفاد مراسلنا بسقوط 6 قتلى بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة في رفح”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن عن “تقسيم القطاع إلى شطرين جنوبي وشمالي”. وتجاوزت حصيلة القتلى في غزة منذ 7 تشرين الأول المنصرم 10 آلاف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن حصيلة القتلى تشمل أكثر من 4 آلاف طفل، وغالبية القتلى منذ بداية الحرب هم من المدنيين.
ومنذ السابع من تشرين الاول تقصف إسرائيل قطاع غزة بلا هوادة رداً على هجوم مباغت شنته حركة حماس على البلدات الحدودية في إسرائيل وأوقع 1400 قتيل غالبيتهم من المدنيين الذين سقطوا في اليوم الأول للهجوم، بحسب السلطات الإسرائيلية.
ومساء الأحد، أعلنت إسرائيل عن “تشديد القصف على القطاع حيث تشن قواتها منذ 27 تشرين الاول عملية برية موازية”.
والاثنين، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّه “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في قطاع غزة ما لم تفرج حركة حماس عن المحتجزين لديها منذ شهر”.
وأقرّت الولايات المتحدة بأن حصيلة الضحايا المدنيين بين قتلى وجرحى في غزة هي بـ”الآلاف”.
وحضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الاثنين، على “وقف إطلاق النار”،
وقال غوتيريش في تصريح لصحافيين في مقر الأمم المتحدة، إن “الكارثة التي تتكشّف فصولها تجعل وقف إطلاق النار لدواع إنسانية أكثر إلحاحاً على مر الساعات”. وأضاف أن “الكابوس في غزة هو أكثر من مجرد أزمة إنسانية. إنها أزمة للبشرية”.
وشدّد الأمين العام على أن “المساعدات الإنسانية التي تعبر رفح نحو القطاع المحاصر غير كافية. ففي أسبوعين عبرت 400 شاحنة، مقابل 500 كانت تعبر يومياً”،
وقد شدّد على أنّها “لا تلبي على الإطلاق الاحتياجات الكبرى”.
والاثنين، تم نقل مجموعة من الجرحى من قطاع غزة عبر معبر رفح، على أن يتم إجلاء عدد من الأجانب ومزدوجي الجنسية كذلك، وفق حكومة حماس ومسؤول مصري.
وفي قطاع غزة، أحدث القصف الإسرائيلي المتواصل منذ شهر دماراً هائلاً، وتسبب بنزوح 1.5 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة.
ويخشى المجتمع الدولي اتساع نطاق النزاع، وتزداد المخاوف من احتمال توسع النزاع ليشمل لبنان مع تبادل يومي للقصف وإطلاق النار عند الحدود بين القوات الإسرائيلية و”الحزب”.