مسنو غزة يواجهون كابوس النزوح

مسنو غزة يواجهون كابوس النزوح
مسنو غزة يواجهون كابوس النزوح


ترفض معزوزة نصير (86 عاما) منذ أيام أن تتناول الطعام، لكيلا تضطر للدخول إلى المرحاض، وإحراج نفسها وعائلتها معها، إذ يتوجب عليها الانتظار لساعات في طابور طويل أمام المراحيض في مراكز إيواء النازحين الفلسطينيين من شمال غزة إلى وسطها وجنوبها.

تروي حفيدتها، زينات نصير، لموقع “الحرة” كيف بات جسدها “جلد فوق عظم”، بعدما خسرت الكثير من وزنها خلال الأسابيع الماضية، “تنتشر التسلخات في أنحاء جسدها، وكأنه يتآكل وهي حية، مشهد لا يقبله العقل”.

قبل وصول معزوزة إلى الوضع الحالي، اختبرت السيدة الفلسطينية المقعدة مسيرة نزوح راجلة، طويلة وشاقة، امتدت على مراحل عدة، من شمال قطاع غزة، إذ كانت تسكن في بيت حانون، إلى وسط القطاع إذ  نزحت إلى مخيم النصيرات، بعدما كانت قد توجهت قبل ذلك إلى مخيم جباليا ومستشفى بيت حانون.

وكانت تقطن معزوزة قبل اندلاع الحرب في منزل ولدها شمال قطاع غزة، الكائن في الطابق السادس من المبنى. ولأن المنزل سبق أن تعرض أكثر من مرة للقصف في الحروب الماضية، سارعت العائلة لإخلائه وإنزال معزوزة كل تلك المسافة “محمولة”، بحسب حفيدتها، بعدما قررت العائلة بمعظم أفرادها اللجوء إلى مستشفى بيت حانون إذ كان يفترض أن يبقوا حتى انتهاء الحرب.

لم يكن في الحسبان أنهم سيضطرون للنزوح مرة “ثانية وثالثة ورابعة”، فيما تتنقل السيدة الثمانينية من على ظهر شاب إلى آخر من شبان العائلة، تُحمل كل تلك المسافة تحت القصف، على طرقات خطرة ووعرة ومتداعية، دون توفر أي وسيلة نقل، بينما هي في حالة نفسية صعبة جداً، خائفة وقلقة، لتصل إلى مراكز لا تتأمن فيها أدنى مقومات الحياة.

يختبر كبار السن في قطاع غزة، معاناة مضاعفة عن غيرهم منذ اندلاع الحرب الجارية بين حماس وإسرائيل في السابع من تشرين الأول، وذلك لكونهم من الفئات الأكثر تهميشاً في المجتمع بصورة عامة، إضافة إلى كونهم الأكثر ضعفاً في الكوارث وأوقات الحروب والنزاعات، نظراً لخصوصية أوضاعهم ومشاكلهم الصحية فضلاً عن محدودية قدراتهم في تأمين ظروف البقاء على قيد الحياة.​

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى الوضع في سوريا بين وزيري خارجية تركيا والولايات المتحدة