قبل اقتحام الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، الأربعاء، طالما تحدث عن أنه “مركز قيادة لعمليات حركة حماس”، متهماً إياها بـ”التخطيط من داخله لهجمات ضد إسرائيل”.
ومع دخول القوات الإسرائيلية للمستشفى، كشفت عن مقاطع فيديو وصور، قال الجيش إنها “أدلة على ما ذكرته مسبقا بشأن المستشفى”.
قال تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، إن “إسرائيل بحاجة إلى وقت قد يصل إلى أشهر، من أجل إثبات مزاعمها حول استخدام حماس في الولايات المتحدة ودول أخرى لمستشفى الشفاء كمركز لقيادة العمليات، أو ربما لا يمكن لإسرائيل إثبات ذلك أبداً”.
فيما لفت تحليل لصحيفة “غارديان” البريطانية، إلى أن “الأدلة التي تحدث عنها الجيش الإسرائيلي من داخل مستشفى الشفاء، فشلت في إثبات أن المجمع الطبي كان يستخدم مركزاً لإدارة الهجمات ضد إسرائيل”.
ونشر الجيش الإسرائيلي صوراً لما قال إنها “الكشف عن بنية تحتية داخل المستشفيات التي تستخدمها منظمة حماس”.
قال مسؤولون عسكريون أميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز”، الجمعة، إن “تقديم إسرائيل دليل شامل على استخدام مستشفى الشفاء كمركز لإدارة عمليات حماس، قد يستغرق أسابيع أو أشهر أو ربما لا يمكنها فعل ذلك أبداً”.
أشار مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إلى أن “العديد من الأنفاق في غزة تكون مفخخة إما بقنابل يتم تفجيرها عن بعد أو يتم تجهيزها للانفجار حينما يعبر شخص النفق ويتعثر في سلك مجهز مسبقاً لهذا الغرض”.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول في البنتاغون، الجمعة، قوله إنه “سواء كان الوضع شبيها بذلك أسفل مستشفى الشفاء أم لا، فإن الوحدات الإسرائيلية ستعتبر فكرة إرسال جنود إلى داخل الأنفاق بمثابة الخيار الأخير”.
وأوضح مسؤولون بالبنتاغون للصحيفة، أنه “كان هناك غضب بسبب قرار إسرائيل عدم التخطيط للعملية في غزة لمزيد من الوقت قبل انطلاقها، مما كان قد يسمح لهم بإجلاء المدنيين”.
أشار أحد المسؤولين البارزين إلى أنه “مع عدم وجود استراتيجية لكيفية تقليل حجم الخسائر بين المدنيين، تضع إسرائيل نفسها في موقف تبحث فيه عن مبرر للعدد الكبير من القتلى في صفوف المدنيين في غزة، وبالتالي البحث عن دليل على استخدام المستشفى كمركز لقيادة عمليات حماس”.
كما أضاف أن ذلك “يضع الضغوط على إسرائيل من أجل تجهيز ملف وأدلة قد تستغرق شهوراً”.
واقتحم الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي، بعد معارك عنيفة في محيط المنشأة التي تتهم إسرائيل حماس باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على “ذخائر وأسلحة ومعدات عسكرية تعود إلى حركة حماس”.
وصرح المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري: “لدينا الدليل على أن المستشفى كان يستخدم لأغراض عسكرية بما يتنافى والقوانين الدولية”.
وفي المقابل، أصدرت حماس، التي نفت مراراً استخدام المستشفى في عمليات عسكرية، بيانا وصفت فيه المزاعم الإسرائيلية بأنها “قصة ملفقة لن يصدقها أحد”.
من جهتها، أكدت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن “الجيش الإسرائيلي لم يعثر على أي عتاد أو سلاح في مستشفى الشفاء في غزة”
موضحة أنها “لا تسمح بالأساس بوجود أسلحة في المستشفيات التابعة لها”.