ازدادت المخاوف خلال الساعات الأخيرة من تكرار ما حدث بمجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة، في المستشفى الإندونيسي الواقع في بيت لاهيا شمالي القطاع، في ظل أنباء عن تعرضه للقصف والحصار من الجيش الإسرائيلي.
وأفادت معلومات اليوم الإثنين، أن “المستشفى الإندونيسي محاصر من على بعد 100 متر تقريباً، فيما يواجه عدد من مرضى الكلى خطر الموت مع توقف المستشفى عن العمل”.
وأوضحت مصادر طبية أن “المستشفى مزدحم بالمدنيين، وأي قذيفة مدفعية ستتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا”،
لافتة إلى “تعرض أشخاص حاولوا النزوح من المستشفى نتيجة القصف، للاستهداف”.
كما أوضحت أن “الأمور في تصاعد، مع وجود مخاوف من تكرار ما حدث في مستشفى الشفاء”،
حيث تم إخلاؤه بشكل كامل وبات بلا مرضى أو طواقم طبية، بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليه.
من جانبها، نددت وزيرة الخارجية الإندونيسية، ريتنو مرسودي، اليوم الإثنين “بهجوم إسرائيل على المستشفى الإندونيسي”.
قالت في بيان، نقلته رويترز، إن “الهجوم انتهاك واضح للقوانين الدولية الإنسانية. جميع الدول، وخصوصا الدول التي تربطها علاقات وثيقة بإسرائيل، لا بد أن تستخدم كامل نفوذها وقدراتها لحث إسرائيل على وقف فظائعها”.
وكان مصدر صحفي في قطاع غزة، قد قال في وقت سابق اليوم الإثنين، إن “الدبابات الإسرائيلية حاصرت المستشفى الإندونيسي”،
مشيرًا أيضًا إلى “المخاوف بشأن تكرار ما حدث في مجمع الشفاء الطبي”.
وأضاف المصدر أن “الدبابات تحاصر المستشفى الإندونيسي ومحيطه، وهناك قصف على المستشفى”،
مضيفًا أن “عددا من الصحفيين محاصرين بالداخل، وهناك عدد من القتلى والجرحى”.
واتهمت إسرائيل حركة حماس أمس الأحد، بـ”ارتكاب انتهاكات في مستشفى الشفاء”، قائلة إنه “شهد إعدام مجندة واحتجاز رهينتين أجنبيتين”.
كما نشر الجيش الإسرائيلي مقطعاً مصوراً، أمس الأحد، لما وصفه بأنه “نفق طوله 55 متراً، وعمقه 10 أمتار، حفره مسلحون فلسطينيون تحت مجمع الشفاء”.
وكان فريق من منظمة الصحة العالمية قد زار، السبت، مستشفى الشفاء لتقييم الوضع، واصفاً أكبر مجمع طبي في القطاع المحاصر بأنه “منطقة موت”.
وضم الفريق في مهمة وصفتها المنظمة بأنها “عالية الخطورة”، خبراء في الصحة العامة وموظفين لوجستيين وموظفين أمنيين من مختلف إدارات الأمم المتحدة.
فيما نقلت وكالة “أسوشيتد برس”، اليوم الإثنين، عن طبيب في المستشفى الإندونيسي، مروان عبد الله، قوله إنه “شاهد دبابات من النوافذ”، موضحاً: “رأيتهم يتحركون ويطلقون النار. النساء والأطفال هنا يعيشون حالة من الرعب الشديد. هناك أصوات انفجارات وإطلاق نار متواصلة”.
كما كشف عبد الله، عن “استقبال المستشفى لعشرات القتلى والجرحى إثر الغارات الجوية والقصف الليلي الإسرائيلي”،
وتابع: “الأطقم الطبية والنازحون يخشون أن تحاصر إسرائيل المستشفى وتجبر من فيه على الخروج”.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، الإثنين، أن :المستشفى الإندونيسي يتعرض لقصف وحصار إسرائيلي”.
ونقلت عن مصادر طبية، أن “ما لا يقل عن 8 أشخاص قتلوا”، جراء قصف مدفعي إسرائيلي للمستشفى ومحيطه “بشكل مباشر، بقذائف وصواريخ”.
وأضافت: “هناك آلاف النازحين داخل المستشفى، ونحو 150 جريحا، إضافة إلى الطواقم الطبية والعاملين الذين لا يتجاوز عددهم 100 شخص”.
فيما أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة، مقتل 12 شخصاً جراء غارة إسرائيلية على المستشفى الإندونيسي، بحسب “فرانس برس”.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، مواصلة توسيع عملياته في شمالي قطاع غزة.
وقالت حركة حماس إن اسرائيل تشن “حرباً ضد المستشفيات” بينما تتهم إسرائيل الحركة التي تسيطر على القطاع باستخدام المستشفيات لأهداف عسكرية، وهو ما تنفيه هذه الأخيرة.
وعرض الجيش الإسرائيلي، بوقت سابق هذا الشهر، صوراً عبر الأقمار الصناعية تظهر فيها قاعدة إطلاق صواريخ يقول إنها لحماس موجودة على بعد أقل من 100 متر من المستشفى الإندونيسي.
واندلعت شرارة الحرب في 7 تشرين الاول، عندما شنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال. كما اختطفت الحركة حوالي 240 رهينة، بينهم أجانب، ونقلتهم إلى القطاع.
في المقابل، ترد إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف متواصل وتوغل بري، أسفر عن مقتل نحو 13 ألف شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حماس منذ عام 2007.