الذكاء الاصطناعي يزيد الطلب على الموظفين الموهوبين

يتطلب انتشار الذكاء الاصطناعي الكثير من الرقائق القوية، كما أنه يحتاج أيضًا إلى الموظفين ذوي المهارات المتخصصة.

وتحتاج الشركات من أجل الحصول على فوائد الذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي إلى موظفين يتمتعون بمهارات في علوم البيانات ومعالجة اللغات الطبيعية، التي يفوق الطلب عليها حاليًا العرض، حسبما وجدت دراسة أجرتها شركة ماكينزي للنصف الأول من عام 2023.

وتقول ماكينزي: “يفوق الطلب على الخبرة في استخدام Apache Hadoop وApache Hive وهندسة الميزات بشكل كبير توفر الأشخاص المالكين لتلك الخبرات”.

وتعكس منشورات الوظائف المتعلقة بالمجال على وجه التحديد الحاجة إلى الأشخاص ذوي الخلفيات الإدارية والاستراتيجية والامتثال التنظيمي، وذلك بالنظر إلى أن العديد من الشركات في المراحل الأولى من استكشاف الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وارتفعت إعلانات الوظائف في المجالات المتعلقة باتجاهات التكنولوجيا الحالية بمقدار 400 ألف، أو 15 بالمئة، بين عامي 2021 و 2022، حتى مع انخفاض إعلانات الوظائف العالمية بشكل عام بنسبة 13 بالمئة.

ونما مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أسرع، وفقًا لماكينزي. ويعتبر الذكاء الاصطناعي التطبيقي وتطوير برمجيات الجيل التالي مسؤولان معًا عن نحو مليون وظيفة بين عامي 2018 و 2022.

وحسبما كتب باحثو ماكينزي: “توصل استطلاعنا الذي شمل ثلاثة ملايين ونصف المليون وظيفة شاغرة في هذه الاتجاهات التقنية إلى أن العديد من المهارات المطلوبة بشدة لديها أقل من نصف عدد الممارسين المؤهلين لكل منشور مقارنة بالمتوسط العالمي. أزمة المواهب واضحة بشكل خاص بالنسبة لاتجاهات، مثل الحوسبة السحابية والتعلم الآلي، وهي مطلوبة في معظم الصناعات”.

وتؤدي الحاجة إلى الموظفين المهرة في مجال الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات إلى ارتفاع الرواتب بشكل كبير.

وأدى الإعلان في وقت سابق من هذا العام عن وظيفة لمنصب مدير منتج التعلم الآلي في نتفليكس مع حزمة تعويضات سنوية إجمالية محتملة تبلغ 900 ألف دولار إلى التسبب في القلق، حيث تشير وول ستريت جورنال إلى أن التعويضات السنوية الإجمالية للوظائف في مجال التجزئة والخدمات المصرفية قد تصل إلى 250 ألف دولار.

وقد يتغير الطلب على المهارات غير التقنية أيضًا حيث يغير الذكاء الاصطناعي طريقة عمل الأشخاص وتفاعلهم مع بعضهم بعضًا في العمل.

وأشار قادة الأعمال مؤخرًا في استطلاع أجرته مايكروسوفت إلى أن هناك طلبًا كبيرًا على الموظفين القادرين على تحديد متى يستخدمون قدرات الذكاء الاصطناعي بدلاً من الإنسان، والتكيف بسرعة مع تكامل الذكاء الاصطناعي في العمل، وطرح الأسئلة الصحيحة على التقنية الناشئة، وتقييم النتائج المستمدة من أدواتها.