أشارت منظمة “اطباء بلا حدود” في بيان إلى أن “أعداد النازحين في لبنان وصلت اليوم إلى مليون ومئتي ألف شخص جراء الحرب بين إسرائيل وحزب الله بحسب بيانات السلطات اللبنانية”.
ولفت البيان الى ان “اطباء بلا حدود تعمل على تلبية الاحتياجات الطبية والنفسية للناس في الملاجئ الجماعية على غرار مبنى اللعازرية، وبينهم الأطفال الذين يخوضون مشهدًا عارمًا بالخوف وعدم اليقين”.
واوضح انه “منذ تصاعد الحرب قبل أقل من شهر، قُتل أكثر من 2,300 شخص في لبنان، أغلبهم في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، كما أصيب أكثر من 11,100 شخص وفقًا للسلطات الصحية. ومن شأن هذا العنف والدمار الذي يشهده الناس، والأطفال على وجه خاص، أن يترك آثارًا دائمة على صحتهم النفسية والعاطفية، مما اضطر عدد هائل من الأطفال في لبنان إلى أن ينضجوا بسرعة في واقع الحرب القاسي، ذلك أنهم اقتُلعوا من منازلهم وعُطلت دراستهم وانفصلوا عن أصدقائهم، وتلاشت إمكانية حصولهم على الضروريات الأساسية كالطعام والمأوى”.
وذكرت “أطباء بلا حدود” أن “الأطفال ليسوا وحدهم من يحتاج إلى دعم الصحة النفسية. فقد أفاد الكثير من المرضى الذين نعاينهم بشعورهم بالإرهاق والصدمة نتيجة التهديد المستمر بالعنف، معربين عن قلق عميق حيال مستقبلهم في بيئة غير مستقرة. هذا وتتفاقم محنتهم في ظل حزنهم على أفراد أسرتهم الذين قضوا وألم الانفصال الناجم عن النزوح. ويشعر آخرون بالقلق بسبب أوضاعهم الصحية المزمنة أو احتمالية تفويتهم للعام الدراسي. ولا تأتي جميع هذه التجارب من دون آثار هائلة على الصحة النفسية”.
ولفتت المنظمة الى ان “فرقها تستجيب للاحتياجات عبر توفير الرعاية الأساسية والنفسية للنازحين، بما في ذلك الإسعافات النفسية الأولية والتثقيف النفسي، في وحداتنا الطبية المتنقلة في البلد. ومع ذلك، فإنّ حمل الناس على الإقرار بمعاناتهم والتعبير عن مواطن ضعفهم ليس بالأمر الهيّن، إذ يشعر الكثيرون بضرورة الصمود في وجه هذه المصاعب كما لاحظ فريق الصحة النفسية لدينا. لذلك فقد اقترن إقناعهم بجواز التعبير عن عواطفهم ببعض التحديات أحيانًا، لا سيما الشباب اليافعين الذين يتعلّمون غالبًا كبت مشاعرهم. ولتوسيع نطاق هذا الدعم، أطلقت أطباء بلا حدود خطًا للمساعدة يتيح للأشخاص تلقي الدعم عن بُعد من معالجين نفسيين يساعدون على التعامل مع أعراض الصدمات كالقلق والحزن”.
واشارت الى ان “خط المساعدة يسمح لنا بالوصول إلى الناس غير القادرين على الحضور لالتماس خدماتنا، لا سيما في جنوب لبنان، حيث يقترن التنقل بصعوبات جمة نتيجة القصف الإسرائيلي المكثّف وقيود الحركة. وتحظى هكذا خطوات بأهمية بالغة في هذه الفترة المتقلّبة إذ تكثر العوائق التي تحول دون حصول الناس على الرعاية، كارتفاع كلفة التنقل والوصمة الثقافية المحيطة بالصحة النفسية، مع الإشارة إلى أن كثيرًا من المتصلين هم آباء وأمهات يواجهون صعوبة في مساعدة أطفالهم على التأقلم خلال الحرب ويلاحظون غالبًا تغيرات في سلوكهم. فيحتار الأهل حول الطريقة الأنسب لتفسير ما يسمعه أطفالهم من أصوات مخيفة للانفجارات وإطلاق النيران، ويلجؤون في بعض الأحيان إلى تفسيرات مضللة لطمأنتهم. فيشبّهون هذه الأصوات بإطلاق النار السعيد في المناسبات خلال الاحتفالات أو حفلات الزفاف. وعليه، يزوّد الاختصاصيون النفسيون الآباء والأمهات باستراتيجيات فعالة للتواصل بصدق مع أطفالهم ولتزويدهم بمساحات آمنة تتيح لهم التعبير عن مشاعرهم”.
ولفتت الى انه “في مواجهة الطلب المتزايد على الدعم النفسي، شهد خط المساعدة ارتفاعًا كبيرًا في عدد المكالمات من خمس مكالمات يوميًا إلى 80 مكالمة في فترة ما بعد الظهر فقط. وقد تلقّى خط المساعدة نحو 300 مكالمة في المجمل، معظمها في الأسبوعين الماضيين فقط. هذا وقد يسّرت فرقنا جلسات نفسية للمجموعات حضرها أكثر من 5000 شخص حتى 21 تشرين الأول الحالي، كما وفرنا أكثر من 450 جلسة للأفراد. تقدم فرقنا أيضًا الإسعافات النفسية الأولية التي تشمل الاستماع الفعال وتقنيات التخفيف من التوتر، مما يتيح للمرضى التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم. وإلى جانب الرعاية الطبية والنفسية الضرورية، توزّع فرقنا المواد الأساسية غير الغذائية كالفرش ومستلزمات النظافة الصحية على النازحين”.
وختمت:”نجري تقييمات مستمرة لاحتياجات النازحين. ومع تطوّر الوضع، تعمل فرقنا عن كثب مع الشركاء والمستشفيات لتقديم الدعم الشامل حيثما أمكن”.